نهائيات كأس العالم 2018 والمنتخبات العربية

أيام وتنطلق نهائيات كأس العالم 2018 والتي تشارك فيها أربعة منتخبات عربية لأول مرة في التاريخ، ومن المؤكد أن الساحرة المستديرة إستطاعت أن تجذب أنظار العالم أجمع بشكل مستمر، ولكن هذا العام يختلف الأمر، فيوجد أربع منتخبات عربية قد إستطاعت أن تصل إلى نهائيات كأس العالم هي منتخبات: مصر، السعودية، المغرب، وتونس. أربع منتخبات عربية تمثل المجتمع العربي، الجميع يترقب وينتظر بلهفة نهائيات كأس العالم 2018 لكرة القدم والتي سوف تنطلق في 14 يونيو المقبل، المجتمع العربي لن يكتفي باللعب بشكل مشرف ولكن ينتظر المزيد من فرقه، فما المتوقع من كل فريق في المونديال؟ وهل لكل منهم نصيب يختلف عن الآخر؟ تابعونا في هذا الموضوع الذي سوف يتناول كل فريق بالتفصيل.

طموحات منتخب السعودية في نهائيات كأس العالم

لم يكن هذا التأهل هو الأول من نوعه للسعودية ولكنه الأول منذ مونديال ألمانيا 2006، والخامس على مدار تاريخه الطويل، إستطاع المهاجم محمد السهلاوي أن يحصد هذا التأهل، حيث تصدر قائمة هدافي العالم في التصفيات النهائية لكأس العالم برصيد 16 هدف، وهو نفس رصيد روبرت ليفاندوفيسكي اللاعب البولندي وأحمد خليل اللاعب الإماراتي.

ولكن من وجهة نظر المحللين الرياضيين تختلف فرصة المنتخب السعودي من فرد لأخر، فبعضهم يقول إنها من الممكن أن تصل والبعض يقول إنه من الصعب، ولكن الجميع يتمنى التوفيق للفريق.

فمن وجهة نظر عبدالله فلاتي، صحفي رياضي في الجريدة السعودية، يرى أن المنتخب السعودي له فرصة كبيرة للتأهل بين فرق مجموعته، كما قال إنه على الرغم من أن المجموعة صعبة للغاية وتضم فرق ليست بهينة ولكن الفريق السعودي سوف يبذل كل ما لديه من خبرات حتى يحصد هذا التأهل، أما مجموعة منتخب السعودية هم: روسيا صاحية الأرض، والمنتخب القوي منتخب الأوروجواي، ومنتخب مصر والذي يطلق على مبارياته مع الفريق السعودي بمباريات الديربي.

من الناحية الأخرى، يقول فوزي الضويوي الصحفي التونسي أن فرصة تأهل منتخب السعودية ضعيفة جدًا، كما يصفه بالفريق الأضعف بين مجموعته، حيث أن السعودية لا تملك لاعبين لهم خبرة في الدوريات الأوروبية الكبيرة، كما أن السعودية قد قامت بإعارة لاعبيها المتمكنين للفرق الإسبانية، مما يجعل المنتخب ضعيف ولا يملك كفاءات مهمة، وهذا من وجهة نظره خطأ جسيم.

والجدير بالذكر، أن السعودية قامت بإعارة تسعة من اللاعبين المهمين لديها للمشاركة في المنتخبات الإسبانية سواء في فرق الدوري الممتاز أو فرق الدرجة الأولى، حتى يتأهلوا لكأس العالم 2018، ولكن لسوء الحظ هؤلاء اللاعبين لا يلعبون بشكل مستمر مما يضعف من إمكانياتهم.

لم يكن هؤلاء هم من عرضوا وجهة نظرهم فقط، فقد إتفقت وجهة نظر يونس الخراشي مع فوزي الضويوي، وقال أن موقف السعودية صعب وضعيف، وإنه من الصعب الوصول لدور الـ 16، ولكنه بالطبع يتمنى للفريق التوفيق والتأهل لنهائيات كأس العالم.

التوقعات لمنتخب مصر في نهائيات كأس العالم

تاريخ منتخب مصر تاريخ طويل، حيث إنه شارك لأول مرة نهائيات كأس العالم في البطولة الثانية التي نظمها الإتحاد الدولي لكرة القدم ” الفيفا” 1934 وكان له شرف تمثيل جميع الدول العربية، ولكن بعد هذا التأهل إنتظر المنتخب المصري لسنوات طويلة لم يتمكن فيها من الوصول إلى نهائيات كأس العالم، حتى عام 1990 عندما إستطاع محمود الجوهري قيادة المنتخب المصري للوصول إلى مونديال كأس العالم في إيطاليا.

على الرغم من أن منتخب مصر طوال عقود كثيرة وهو مسيطر على جميع الفرق الأفريقية، حتى إنه وصل إلى كأس الأمم الأفريقية لثلاث مرات متتالية، إلا أن وصوله لكاس العالم كان حلم يراود الجميع.

ولكن بعد طول إنتظار للمرة الثالثة، يصل المنتخب المصري إلى مونديال كأس العالم 2018 بروسيا منذ 28 عام، كما إنه صنف ضمن المجموعة الأولى التي تضم فريق روسيا صاحب الأرض، وفريق الأوروجواي الفريق القوي، وفريق السعودية.

وبالطبع إختلفت وجهة نظر المحللين بشأن المنتخب المصري وفرصته للتأهل وحصد مركز في المونديال بين الفرق المشاركة، وخاصة فرق المجموعة التي تشارك فيها، فمن وجهة نظر يونس الخراشي الصحفي المغربي الذي قال إنه يرشح فوز روسيا أو أوروجواي عن مصر والسعودية، حيث ذكر السبب أن المنتخب المصري لا يمتلك سوى لاعب دولي واحد وهو محمد صلاح الذي لديه خبرة في الدوريات الأوروبية، ولكنه يرى أن مصر تستطيع الوصول إلى الدور الثاني مع أوروجواي.

كما قال الخراشي، إنه من المتوقع عبور منتخب مصر من دور المجموعات ووصوله إلى الدور الثاني، حيث أن هذا المنتخب يمتلك مدير فني له خبرات طويلة هو كوبر المدير الأرجنتيني، كما أن الفريق يضم مجموعة ممتازة من اللاعبين المتميزين في الدوري الإنجليزي الممتاز مثل محمد صلاح، محمد النني، رمضان صبحي، وأحمد حجازي، كما أن المنتخب لديه أكبر وأعظم حارس مرمى على مستوى العالم وهو عصام الحضري.

والجدير بالذكر، أن اللاعب الدولي محمد صلاح هو أحد الأسباب الرئيسية لتأهل منتخب مصر لمونديال كأس العالم، حيث إستطاع أن يسجل خمسة أهداف في التصفيات، لعل من أهم الأهداف التي ضمنت وصول المنتخب المصري للمونديال الذي إستطاع أن يحرزها في وقت قاتل ” الوقت المحتسب بدل الضائع” هو الهدف المسجل في مرمى الكونغو.

ويعتبر الحارس العملاق عصام الحضري حارس المنتخب المصري من اكبر اللاعبين سنًا في تاريخ البطولة، وبالتالي هو أكبر اللاعبين المشاركين في المونديال  متجاوزًا عمر اللاعب ” فريد موندراغون” اللاعب الكولومبي الذي شارك في كأس العالم 2014 في البرازيل، وكان عمره وقتها 43 عام وثلاثة أيام.

من وجهة نظر المدير الفني لمنتخب المصري ” هيكتور كوبر”، إنه لن يتنازل عن الفوز في المباريات التي تشارك فيها مصر في المونديال، ولن تلعب لمجرد وصول المنتخب المصري لكأس العالم.

طموحات وحالة منتخب تونس

نسور قرطاجة فريق قوي، لم تكن هذه المرة الأولى التي يتأهل فيها للوصول إلى كأس العالم، ولكنه تأهل ثلاث مرات متتالية في 1998، 2002، 2006، ولم يستطيع الوصول في نهائيات 2010، 2014، ولكنه عاد وتأهل مرة أخرى في هذا المونديال، مونديال 2018 بعد تغلبه على مجموعته التي ضمت الكونغو وغينيا وليبيا وتونس، على الرغم من ذلك لم تستطع تونس في المرات التي تأهلت فيها لنهائيات كأس العالم عبور دور المحموعات في مونديال العالم.

أما بالنسبة للمجموعة التي سوف يخوض أمامها المباريات في دور المجموعات المقبلة فهي من أصعب المجموعات، حيث تضم إنجلترا، بلجيكا، وينما.

ومن وجهة نظر المحللين الرياضيين فإنه من الصعب تجاوز منتخب تونس دور المجموعات، وذلك لأن المجموعة التي تضم تونس من أصعب المجموعات، حيث تضم إنجلترا فهي موسوعة في مباريات المونديال، وبلجيكا حازت على أفضل أندية العالم في الوقت الحالي، وذلك حسب ما ذكره فوزي الضويوي، كما قال أن تونس قد تستطيع التغلب على بنما ولكنه من المستحيل التغلب على إنجلترا وبلجيكا.

وتم تحديد مباريات تونس مع إنجلترا في 18 يونيو /حزيران المقبل، ولم تكن هذه المرة الأولى لمواجهة تونس لإنجلترا، حيث تواجه المنتخبات في كأس العالم لعام 1998 في فرنسا، ولكن الفوز كان لصالح إنجلترا بهدفين نظيفين.

كما واجه المنتخب التونسي بلجيكا في كاس العالم 2002 في كوريا واليابان، وإنتهت المباراة بالتعادل لكل منهم.

على الصعيد الآخر، قال الخراشي إنه متفق مع الصحفي فوزي الضويوي على أن فوز تونس من الصعب في ظل تواجدها في هذه المجموعة الصعبة، وإنها شبه مستحيل حصد مكان في دور الـ 16 على حساب بلجيكا وأنجلترا.

كما قال الخراشي أن المنتخب التونسي لا يملك أي نجوم عالمية على عكس الفرق العربية المؤهلة للمونديال، ولكن من وجهة نظره أن الفريق يتحلى بروح العمل الجماعي واللياقة البدنية العالية.

طموحات وحالة منتخب المغرب

هذه المرة الخامسة في تاريخ منتخب المغرب التي يتأهل فيها إلى نهائيات كأس العالم، فقد تأهل في مونديال كأس العالم لأول مرة في 1970 بالمكسيك ولكنه لم يستطع عبور دور المجموعات، تأهل للمرة الثانية في 1986 للمرة الثانية بالمكسيك أيضًا وبالفعل إستطاع عبور دور المجموعات بعدما تغلب على البرتغال، وتعادل مع إنجلترا وبولندا، ولكنه خرج في دور الـ 16 بعد هزيمته أمام ألمانيا الغربية بهدف نظيف، عاد مرة أخرى ليتأهل لمونديال كأس العالم 1994 و1998.

وأخيرًا بعد 20 عام تأهل المنتخب المغربي لمونديال كأس العالم 2018، ومجموعته تضم البرتغال، إسبانيا، وإيران وهي مجموعة صعبة، ولكن المنتخب المغربي يضم باقة من ألمع النجوم العالمية المحترفة في الأندية الأوروبية، وعلى رأسهم المهدي بن عطية، نور الدين امرابط، وأشرف الحكيمي.

ومن وجهة نظر الخراشي أن المنتخب المغربي يملك العقول الذهبية للفوز في المونديال، كما أن هؤلاء اللاعبين لن يلعبوا بشكل شرفي بل لديهم عزيمة للعب من أجل الفوز في المباريات القادمة.

على الصعيد الاخر، يتفق الضويوي مع الخراشي أن المنتخب المغربي لديه كفاءات عالية تمكنه من الفوز في المونديال، كما أن الفريق قادر على حجز مقعد في الدور الثاني والتغلب على البرتغال وإسبانيا.

كانت هذه أهم التحليلات الفنية الرياضية التي تخص المنتخبات العربية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018، فرق لها تاريخ طويل ولها مستقبل واسع نتمنى لها الفوز والتغلب على الفرق الأوروبية، ولكن التمنى يختلف عن الواقع، لذا فتعتبر نصيب الفريق المصري والمغربي قادرون على حجز مقاعد في الدور الثاني عن الفريق السعودي والتونسي.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *